الاثنين، 5 نوفمبر 2012

أثر الالوان على العقل والجسم - للدكتور أحمد حجازي





أثر الالوان على العقل والجسم - للدكتور أحمد حجازي

فائدة اللون :-

جميعنا بحاجة إلى التمتع بالمناظر الخلابة الساحرة . اللون الفاخر البهي العميق والمثير للنظر والفتنة الساحرة تعطيك الراحة والثقة ، وهذه أساسية إذا أردت أن تبقى شاباً . ففي اللحظة التي تفقد فيها الثقة والإيمان ، تصبح عليلاً هرماً بلا وجود .

لقد تبين بالواقع أن ارتداء الملابس الأنيقة الفاتنة ذات الألوان الجذابة ، تجلب لنا الحيوية والشباب لأننا نشعر بهما ويظهر أصغر عمراً . وإن الشخصية الرشيقة السمحة الطيبة ، تبقى شابة أيضاً . أما الأخلاق السيئة ، والإشارات والحركات الفظة والقلوب الغليظة والنفوس السمجة ، هذه الأشياء تجلب العلل والهرم بسرعة .

الأشعة البرتقالية تزيد الحيوية ، فاللون البرتقالي لون جذاب ، وعلى المرء أن يركز على هذا اللون خاصة عندما يقوم بالتنفس العميق ، وبذلك يتناول ويمتص جسمه سيلاً من جاذبية – اللون .

يقال أن 30 ثانية من التنفس اللوني يومياً يمكن أن يغير ملامحك ويجدد ويشبع كامل كيانك ، يغيرك من شخصية بليدة ، منحنية القوام ذات شكل مهلهل ذابل ، إلى إنسان منتصب القوام، تغمره الطاقة والصحة والعافية . لذا تنفس بعمق وتصور الأشعة البرتقالية المطلقة للحيوية تنصب عليك من الجو .

الطاقة الشمسية تحافظ على شبابك ، يقول العلماء إن في ضوء الشمس يوجد بعض الذرات التي تدعى ( الكرات الحيوانية) . لقد عرف هذه الذرات الحيوية الصوفيون الشرقيون من زمن بعيد ، وهم يدعونها ( برانا ) التي تعني نَفَس ( نسمة ) الحياة .

اللون البرتقالي ، لون هام جداً لكل من يرغب في الحفاظ على شبابه ، فهذا اللون ينشر الحيوية التي بدونها لا يدوم الشباب . وتستعمل الأشعة البرتقالية ، لعلاج النزلة ( الالتهاب ) الشعبية وعلل الصدر الأخرى . لذا إن أردت أن تبقى حقاً شاباً فالنصيحة القيمة لك هي القيام حالاً بدون هدر للوقت بدراسة ( اللون ) .

دع إيمانك الجديد بقوة وفاعلية اللون يخترق عقلك الباطن . وداوم على تصور ورؤية اللون ، حتى تمكنك من بناء الاتجاه الصحيح للبقاء شاباً . استعمل اللون في إضاءة منزلك ، باستعمال المصابيح الملونة . اجعل حولك العديد من الزجاج الملون حيث يمكن للأشعة الشمسية أن تصيبه ، عاكسة وناشرة أشعة ملونة في جميع الاتجاهات .

للألوان أمواج مختلفة الطول . مثلاً الموجات البنفسجية جيدة لإعطاء الهدوء ، وتهدئة العقل ، وتساعد على النوم . واللون البنفسجي أمواجه قصيرة جداً .

اللون الأحمر لون عميق ، أمواجه دافئة ، وله أمواج طويلة ، والأطعمة التي تساعد الأشعة الحمراء هي جذور الشمندر ، الفجل ، الملفوف الأحمر ، الطماطم ، ولمساعدة الأشعة البرتقالية ، ينبغي تناول البرتقال والفاكهة البرتقالية اللون . هذه دراسة ممتعة واسعة ، تساعد على بقاء المرء شاباً بإتباع إرشاداتها وفائدتها .




قوة ذبذبة الألوان
إذا تعمقت بعيداً في تاريخ المدينة تجد أن الألوان كانت دوماً تلعب جزءاً هاماً في عادات وطقوس واحتفالات الناس . وإن على التنجيم القديم قدم المدينة ، ربط بين الكواكب والألوان : فزحل ربط مع اللون الأسود ، الرمادي ، الأخضر الغامق والبني ( خاصة البني الغامق ) . والمشتري مع الأزرق ، والمريخ مع الأحمر ، والشمس مع البرتقالي ، والقمر مع الأزرق والبنفسجي .


نظام الطبقات في الهند القديمة :-


في الهند القديمة كان نظام الطبقات مقسم إلى أربع جماعات رئيسية ، كل جزء منها له طلاء أو لون . ( البراهما ) أو الكهنة ، كان يمثلهم اللون الأبيض ، فهو لون النقاء والقداسة . والأحمر كان لون الكشتاريا القادة ، مكوّن بصورة رئيسة من الجنود والشرطة . والأصفر الموهوبون الذين ساهمت مواهبهم العقلية في غناء الأمة : كالتجار ، رجال الأعمال ، المزارعون . الأسود كان لون الطبقة السفلى التي عملت الواجبات الحقيرة .



أرسطو لوّن العناصر :-


لقد ربط الفيلسوف ( أرسطو ) بين العناصر والألوان . وحسب رأيه ، فإن الماء والأرض بيضاء ، والنار والشمس صفراء .
معظم الناس لهم شعور خاص للألوان ، وغالباً فإن رغباتهم وكرههم مرتبط بالكواكب التي ولدوا تحتها . وقد تبين حديثاً أنه في الواقع يوجد علاقة بين الإنسان والكون .


اليوغي والألوان :-


إن أول من ربط بين الألوان والسعادة كان( اليوغيون ) وبواسطة تمارين تنفسية ( براناياما ) وأوضاع خاصة حصلوا على إدراك فائق للحواس مكنهم من رؤية ، وسمع ، وشعور الذبذبات التي لم يستطع إدراكها الناس العاديون . فقد استطاعوا رؤية الهالة الإنسانية بكل ألوانها ، وتلك التي تصدرها ( الشاكرا ) ( مراكز الطاقة العصبية ) .

فلون القلب أصفر ، ولون سرة البطن أخضر ، الطحال تقريباً بلون قوس الله ، والحلق بنفسجي أزرق مرقط بلون أصفر ، ولون الإنسان الصحيح الجسم بصورة عامة وردي زهري .

وبالسيطرة على التنفس أثاروا الطاقة الروحية المعروفة بـ ( الكوندا ليني ) ، مما مكنهم من رؤية تلك الألوان بمختلف درجاتها وتطورها . فكل طور من حياتهم مربوط بالألوان ، التي تعتبر أساسية للصحة وتطور الشخصية .





تأثير الألوان على العقل والأعصاب :-


الذبذبات المنبعثة من الألوان لها تأثير واضح مميز على العقل والأعصاب ، وذلك يعتمد على مدى قابلية الشخص .

اللون البنفسجي :-

ليس فقط باعثاً على النعاس والسبات والكآبة والنوم ولكن قاتل للبكتيريا قوي وأيضاً قاتل للطفيليات وفعال بمفرده أو وهو ممزوج مع اللون الياقوتي ، كما يفيد في علاج الالتهابات الجلدية وتخفيف الصديد .
من المعروف أن الأشعة فوق البنفسجية تقتل بعض أنواع البكتريا وتزيد عدد كريات الدم الحمراء . وبما أن اللون البنفسجي قابض للنفس لذا ينبغي ألا يستعمل لأمراض الروماتيزم ، النقرس ، الشلل ، أو أي حالة فيها الحيوية ضعيفة .

اللون الأزرق :-

يزيد من فعالية التمثيل الغذائي ويساعد على نمو الخلايا الصحية . واللون الأزرق مفيد جداً في علاج المهتاجين وفي حالات ارتفاع ضغط الدم والالتهابات ، وهذا اللون مضر إذا كان المرء بليداً وقليل الحيوية .

اللون الأخضر :-

الأخضر مع ظل زمردي يعطي فعالية ضد الالتهابات وفعال في تخفيض ضغط الدم ، الهستيريا ، ويهدئ المرضى المنفعلين والمهتاجين كما يفيد مرضى اليرقان والمرارة .

اللون الأحمر :-

موجته أطول موجة من ألوان الطيف ، يشع حرارة ، يتميز بأقوى صفة حرارية ، يرفع الحرارة ، وينبه الجهاز العصبي ويزيد من التمثيل الغذائي ( الأيض ) ، وحيث أنه يؤدي على تدفق الدم على سطح الجلد فإنه يفيد في علاج الطفح الجلدي المصاحب للحمى ، وبما أنه يثير وينبه فينبغي ألا يستعمل للأحوال العادية من الحمى أو الالتهاب كما يجب ألا يستعمل على الرأس وفي علاج البدينين وذوي التقاطيع واللون المورّد .

اللون البرتقالي :-

عادة يستعمل مع اللون الأحمر ، بالرغم من أن حرارته الإشعاعية أكثر قوة ، والبرتقالي جيد للحمى المصاحبة للطفح الجلدي ولكن ينبغي أن يتبع استعمال هذا اللون لون أزرق أو أخضر .

اللون الأصفر :-

هذا اللون منبه للعقل والأعصاب ولذا يعرف بلون المفكرين . وهو لون مليّن ومسهّل ، والضوء الأصفر غالباً يستعمل في معالجة الإمساك . وله فائدة للكلى ، الكبد ، والطحال كما يستعمل في حالات التشنج ، الروماتيزم الشديد وغيرها . واللون الأصفر ينبه خلايا الجلد بدون رفع حرارة الجسم . واستعمال اللون الأصفر مع الأزرق يعطي الإنسان حيوية وانسجاماً .

الألوان في الشفاء :-

إن كان من يرغب في دراسة ( العلاج بالألوان ) أو بالمصطلح الجديد هندسة الألوان ، عليه أن يتقن فن تجانس الألوان ، التباين الذي يوجد بين الصبغات ، الألوان المعاصرة ، الألوان الدافئة والباردة ، تألقها وألوانها الخفيفة والباهتة ، واستعمال اللون الأسود والأبيض والرمادي في أنظمة الألوان .

جميع الألوان الدافئة تحتوي على نسبة من الأصفر ، والتي يمكن زيادتها باستعمال الذهب ، الفضة تتجانس مع الألوان الباردة وتتناقض مع الألوان الدافئة .
الألوان مثل الأحمر ، البرتقالي والأصفر وما ينتسب لها من الظلال والألوان الخفيفة لها تأثير منعش على العقل والجسم . اللون الأزرق والأخضر مهدئة واللون البنفسجي مقبض للنفس ويؤدي للكآبة . الأبيض مفرح والأسود مغم ويؤدي للكآبة وكذلك الرمادي .
يقول الدكتور ( ر . ي . روز ) المدير السابق لقسم الكيمياء العضوية لشركة ( دو بونق في ولمنغتون ) في الولايات المتحدة الأمريكية ، إن العين المدربة جيداً تستطيع أن تميز الفرق بين أكثر من [ 100.000 ] لون وظل ! والشخص العادي غير المدرب يستطيع فقط تمييز حوالي [ 160 لون وظل ] بضوء الشمس .

الصحة ليست بسهولة مسألة عافية – جسمية لكنها تجانس وتناسق الجسم ، والعقل والروح . عادة ، مع أننا لا ندركها ، إن حالة العقل تؤثر على الروح ، وإذا كانت الأرواح دوماً هابطة يكون أصحابها معرضين للأمراض . معظم الناس يفكرون بأجسامهم على أنها مفتاح الصحة في الحقيقة المسألة عكسية . وإن الشخص السعيد دوماً يستطيع الضحك بكل قلبه ونادراً ما يمرض . إن مفتاح الصحة عقل قنوع راضي .

المرض ابتعاد عن الوظائف الطبيعية الحيوية أو الفيزلوجية للأعضاء الحية ، أو اختلال بالوظائف الطبيعية يؤدي إلى عدم الراحة ن والألم ، أو عدم القدرة على الحياة بصورة طبيعية .
الارتباك والحيرة الدائمة التي يقاسي منها الناس الحساسون ، قد تؤدي في النهاية إلى مرض عضوي ، حيث تسبب خللاً في الدم ، عادة في الوجه ، ولكن أحياناً في جميع الجسم .
غالباً ما نسمع امرأة تقول : ( أصبحت ساخنة وباردة بكل كياني ) ، لكن القليلين يعتقدون أن الحياء والشعور بالخجل الناتج عن حرج مستمر ، قد يكون سابقة لمرض عضوي .
والعاطفة الشديدة لها نفس التأثير ولكن بدرجة أكبر . فنرى عروق الرجل الغضبان والهائج تنبض من سريان الدم فيها ، كما تظهر عروق الرقبة منتفخة عند حالة الغضب الشديد .
إن خيبة الأمل ، اليأس ، والندم ، جميعها يمكن أن تسبب المرض أو تسرع فيه إن كان حاضراً .

لقد كتب الجراح الشهير ( هينباج أوغلفي ) : ( الرجل السعيد لا يصيبه السرطان أبداً . وحالات السرطان عرفت تقريباً بعد حالات من كارثة ما ، حرمان ، انفصال علاقة حميمة ، أزمة مالية أو حادثة . هذه الحالات عديدة بحيث تعطي الإيماء بأن قوة ضابطة كانت تمنع المرض من الثوران والانتشار قد أزيحت من الطريق ) .


..................................................


المصدر :
جزء صغير من الموضوع منقول
والباقي من كتاب ( أثر الالوان على العقل والجسم للدكتور أحمد حجازي )

العاب بيل

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites