جاء في تقرير التنمية البشرية 2014، التنمية البشرية في المنطقة العربية في تحسّن، لكن الفوارق كبيرة بين البلدان، فبعضها يحلّ في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة، بينما تواجه المنطقة بمجملها تحديات ضخمة تعوق التنمية.
مخاطر دائمة تهدّد التنمية البشرية، وما لم تُواجَه هذه المخاطر بسياسات منهجية ومعايير اجتماعية فاعلة، لن يكون التقدّم منصفا ولا مستداما. هذا هو جوهر الرسالة التي يحملها تقرير التنمية البشرية لعام 2014، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت عنوان "المضي في التقدّم: بناء المنعة لدرء المخاطر".
تصدرت قطر الدول العربية بإحتلالها المركز الـ31 عالميا تلتها السعودية في المركز الثاني عربيا والـ34 عالميا ثم الامارات العربية المتحدة , بينما جاءت مصر بالمركز 12 عربيا و110 عالميا .
ويعرف التقرير أن مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الأمد في ثلاثة أبعاد أساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة، الصحة، الوصول الى المعرفة ومستوى معيشي لائق.
وقال التقرير إن هناك أسبابا كثيرة جعلت دول المنطقة العربية باستثناء القليل منها في مراكز متأخرة في تصنيف الدول وفقا للتنمية البشرية ومنها ضعف تمثيل المرأة في البرلمانات، والفوارق بين الجنسين في المشاركة في القوى العاملة.
وذكر التقرير أن المخاطر التي تواجه المنطقة العربية من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم مساواة، إذا ما بقيت من غير معالجة، يمكن أن تعطّل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل.
مؤشر التنمية البشرية هو أحد المؤشرات، التي ابتكرتها هيئة الأمم المتحدة، ويعتمد في إحصائياته على العناصر الثلاثة المعتمدة دوليا لقيس مدى تطور الشعوب ورفاه المجتمعات وهذه العناصر هي:
- الخدمات الصحية
- قطاع التعليم
- دخل الفرد
كما يهتمّ أيضا بقياس مستوى تطوّر البنية التحتية.
ويعرض التقرير (قيم وترتيبات) مؤشر التنمية البشرية للعام 2014 (HDI) لـ 187 دولة ومنطقة معترفا بها من قبل الأمم المتحـــدة، إضافة إلى مؤشر التنمية البشرية المراعي للتفــاوتات بين الــجنسين المعــدل لـ 145 دولـــة.
ويؤكد أن “الحد من الفقر ومنع تعرّض الأفراد له يجب أن يكون هدفًا مركزيًا من أهداف خطة التنمية لما بعد عام 2015″. والقضاء على الفقر، حسبما يراه التقرير، لا يعني الخروج من دوامة الفقر فحسب، بل البقاء خارجها.
ووفقا لمشروع “الأقليات في خطر” هناك أكثر من 283 أقليّة تنتشر في أكثر من 90 بلدا وتواجه مستويات متفاوتة من الإقصاء.
ويمثل الفقر متعدد الأبعاد تحديًا تواجهه بعض البلدان، حيث من أسباب استمراره العجز في الصحة والتعليم.
وحسب دليل الفقر المتعدد الأبعاد، يصنّف 82 في المئة من سكان الصومال ضمن هذه الفئة من الفقراء. أما حسب الأرقام المطلقة، فيسجل اليمن أكبر عدد من الفقراء الذين يعيشون أوجها متعددة ومتداخلة من الحرمان، إذ بلغ عددهم 7.7 مليون شخص في عام 2006، آخر عام تتوفر عنه البيانات.
حسب مقاييس فقر الدخل، يعيش 1.2 مليار شخص على 1.25 دولار في اليوم أو أقل. غير أن آخر تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدليل الفقر المتعدد الأبعاد تبيّن أن حوالي 1.5 مليار شخص في 91 بلداً ناميا يعيشون في حالة فقر، إذ يعانون من أوجه حرمان متداخلة في الصحة والتعليم ومستوى المعيشة. ومع أن الفقر ينحسر عموما، لا يزال خطر العودة مجددا إليه يهدّد حوالي 800 مليون شخص.
التنمية العربية
في الجزء المخصص للدول العربية، يتوقّف تقرير التنمية البشرية لعام 2014 عند ما تتعرض له المنطقة العربية من مخاطر متشعّبة، جرّاء ما تواجهه من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم المساواة.
وهي مخاطر، إذا ما بقيت دون معالجة، يمكن أن تعطّل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل. فالصراع في سوريا، إضافة إلى الصراعات الأخرى التي تشهدها المنطقة، أصاب الأسر بأضرار جسيمة، وخلف أكبر الأعداد من النازحين واللاجئين في العالم، الذين باتوا اليوم يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية، حسبما يفيد به التقرير.
وتحلّ الدول العربية في المرتبة الثانية من حيث نسبة الأطفال من مجموع السكان، وتتوقف الكثير من إمكانات المستقبل على الاستثمار في الطفولة المبكرة في الرعاية والتغذية والصحة والتعليم.
ويعيش الأطفال والنساء، الذين يشكلون أعلى نسبة من أعداد النازحين، الحرمان بأوجه متعدّدة. وكثيرا ما يعيشون في فقر، محرومين من الخدمات العامة الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم. وهذا الحرمان يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية تعيش مع الفرد مدى الحياة، فتؤثر على نموّه العقلي، وتفقده سبل معيشته، وتقوّض إمكاناته على المدى الطويل.
وبمقياس قيمة دليل التنمية البشرية، تحلّ دول الخليج العربي في طليعة بلدان المنطقة العربية، بينما يحلّ السودان في آخر القائمة. وتحلّ المنطقة في موقع متقدّم من حيث نصيب الفرد من الدخل، إذ يبلغ 15.817 دولارا، ويتجاوز المتوسط العالمي بنسبة 15 في المئة. وتحل المنطقة العربية دون المتوسطات العالمية في العمر المتوقع عند الولادة وسنوات الدراسة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق